العاصفة السلبية

كان موسم دوري أبطال أوروبا 2018-2019 أحد أكثر المواسم إثارة في تاريخ نادي توتنهام هوتسبير، حيث قدم الفريق أداءً استثنائيًا وتحدى كل التوقعات للوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه. تحت قيادة المدير الفني ماوريسيو بوتشيتينو، استطاع توتنهام أن يخطف الأنظار بروحه القتالية وتكتيكاته الذكية، ليصنع رحلة ملحمية في البطولة الأوروبية الأبرز. طريقتوتنهامفيدوريأبطالأوروبارحلةلاتُنسى

بداية صعبة ومجموعة الموت

واجه توتنهام تحديات كبيرة منذ بداية البطولة، حيث وُضع في المجموعة الثانية (المعروفة باسم "مجموعة الموت") إلى جانب برشلونة وإنتر ميلان وبي إس في آيندهوفن. بدأ الفريق بداية متعثرة بتعادل مع إنتر وهزيمة أمام برشلونة، لكنه استعاد توازنه بفوزين متتاليين على آيندهوفن، ثم حقق انتصارًا دراماتيكيًا على إنتر في الجولة الأخيرة ليضمن التأهل إلى دور الـ16 بصعوبة.

أداء مذهل في الأدوار الإقصائية

في دور الـ16، واجه توتنهام بوروسيا دورتموند الألماني، حيث تفوق عليه في الذهاب (3-0) وفي الإياب (1-0) ليتأهل بثقة إلى ربع النهائي. لكن التحدي الأكبر جاء في مواجهة مانشستر سيتي، حيث شهدت المباراتان مواجهة مثيرة ومليئة بالأهداف. بعد تعادل (1-1) في الذهاب، انتهت مباراة الإياب بنتيجة (4-3) لصالح توتنهام بفضل قانون أهداف خارج الديار، في واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ البطولة.

نصف النهائي التاريخي أمام أياكس

وصل توتنهام إلى نصف النهائي ليواجه أياكس أمستردام، الذي بدا متفوقًا بعد الفوز (1-0) في الذهاب ثم التقدم (2-0) في الشوط الأول من الإياب. لكن في الشوط الثاني، قام توتنهام بأعظم عودة في تاريخ دوري الأبطال، حيث سجل لوكاس مورا ثلاثية تاريخية في الدقائق الأخيرة (بما في ذلك الهدف الفاصل في الدقيقة 96) ليقود فريقه إلى النهائي بنتيجة (3-2) في المجموع.

النهائي والمفارقة أمام ليفربول

وصل توتنهام إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، لكنه واجه ليفربول القوي في مدريد. للأسف، لم يتمكن الفريق من تقديم أدائه المعتاد، حيث خسر (2-0) بهدف مبكر من محمد صلاح ثم هدف متأخر من ديفوك أوريغي. ومع ذلك، بقيت رحلة توتنهام في البطولة إنجازًا تاريخيًا يُحتفى به، حيث أثبت الفريق أنه قادر على المنافسة مع الأفضل في أوروبا.

إرث رحلة توتنهام في 2019

على الرغم من الخسارة في النهائي، تركت رحلة توتنهام في دوري أبطال أوروبا 2019 أثرًا كبيرًا في قلوب الجماهير. لقد أثبت الفريق أن الإرادة والتكتيك الذكي يمكن أن يصنعا المعجزات، وأصبحت عودته المذهلة أمام أياكس واحدة من أكثر اللحظات الأسطورية في تاريخ البطولة. هذه الرحلة لا تزال مصدر فخر للجماهير، وتذكيرًا بأن الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها حتى أمام أعتى المنافسين.